النوايسة لـ (صدى الشعب): المراهقة مرحلة انتقالية تتطلب وعيًا واحتواءً من الأهل
النوايسة لـ (صدى الشعب): المراهقة مرحلة انتقالية تتطلب وعيًا واحتواءً من الأهل
النوايسة لـ (صدى الشعب): المراهقة مرحلة انتقالية تتطلب وعيًا واحتواءً من الأهل
صدى الشعب -
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
أكدت الدكتورة نهى عوض النوايسة، أخصائية النطق والتوحد وصعوبات التعلم وتعديل السلوك، في حديث خاص لـ"صدى الشعب"، أن مرحلة المراهقة تُعد من أكثر المراحل العمرية حساسية وتعقيدًا نفسيًا واجتماعيًا، كونها تمثل جسر الانتقال من الطفولة إلى البلوغ، وما يصاحبها من تغيّرات سريعة ومتشعبة في المزاج والسلوك والهوية.
وأشارت النوايسة إلى أن من أبرز الملامح النفسية للمراهقين مشاعر الحزن ونوبات البكاء المفاجئة دون سبب واضح، إضافة إلى الإحباط أو الغضب المبالغ فيه تجاه مواقف بسيطة ، والشعور بالفراغ واليأس، والمزاج العصبي، وفقدان الشغف بالأنشطة المعتادة، وتراجع الاهتمام بالعائلة والأصدقاء، بل والدخول أحيانًا في صراعات معهم.
كما يلاحظ عند كثير من المراهقين تدني مستوى الثقة بالنفس.
وأوضحت النوايسة كيفية التعامل مع المراهقين، وبخاصة الأولاد في هذه المرحلة العمرية الحساسة، ووضحت أن المراهق يمر بتغيرات كبيرة تجعله يظن أنه أصبح مستقلًا ولا يحتاج إلى والديه، ما يستدعي من الأهل وعيًا عاليًا في التعامل، ومن أبرز النصائح التي قدمتها التأكيد على أن المراهق ليس "غبيًا"، بل هو في مرحلة تطور طبيعي، لذلك من الضروري شرح التغيرات الهرمونية والجسدية والنفسية التي تؤثر على سلوكه.
إشراكه في اتخاذ القرارات الأسرية، بما يعزز إحساسه بالأهمية والمسؤولية ويمنحه شعورًا بالاستقرار النفسي، الابتعاد عن التذمر أو الانتقاد المستمر، والتركيز على بناء علاقة صحية وتواصل فعّال قائم على الاحترام والاستماع، الوقوف بجانبه خلال أوقات التحدي والشدّة، لا سيّما أن المراهق لم يصل بعد إلى مرحلة النضج الكاملة ويحتاج إلى توجيه ودعم حازم ومتفهم، تعليمه كيفية التعامل مع الآخرين حسب شخصياتهم، وغرس قيم الاحترام والتفهم والتقدير في سلوكه اليومي.
وبينت النوايسة أن مرحلة المراهقة قد تبدأ في سن مبكرة لدى بعض الأطفال، فيما تتأخر لدى آخرين، وهي تتميز بتغيرات بيولوجية ونفسية وسلوكية، وتُعد بوابة العبور نحو البلوغ.
وتكمن صعوبة هذه المرحلة في أن كثيرًا من التغيرات غير مفهومة سواء للمراهق نفسه أو لأهله.
ومن العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية للمراهقين التغيرات الهرمونية والتطور العصبي، إلى جانب تطور الهوية الجنسية، وتحسن القدرات المعرفية والفكرية، وتبدل الاهتمامات والرغبات، وازدياد الحاجة إلى الاستقلالية والحرية.
ولحماية الصحة النفسية للمراهق، شددت النوايسة على أهمية فتح قنوات الحوار المستمر، والاستماع الفعلي لأفكاره ومخاوفه، وتزويده بمعلومات صحيحة حول القضايا التي تشغله.
كما دعت إلى ضرورة تقبل تقلباته المزاجية، والتحلي بالصبر والهدوء، ومنحه مساحة حرية ضمن حدود آمنة تراعي خصوصية هذه المرحلة.
واختتمت النوايسة حديثها بالتأكيد على أن بعض التصرفات المندفعة أو المشاعر القوية التي يظهرها المراهق تُعد طبيعية ضمن مراحل النمو، لكن في أحيان أخرى قد تشير بعض الأعراض إلى مشاكل أعمق، مثل القلق المفرط أو اضطرابات المزاج أو حتى اضطراب الشخصية الحدية، وهنا يجب على الأهل التمييز بين السلوك الطبيعي والنفسي المرضي، واستشارة المختصين عند الحاجة.