الأشقر لـ"صدى الشعب": منصات التواصل سلاح ذو حدين للطلبة
الأشقر لـ"صدى الشعب": منصات التواصل سلاح ذو حدين للطلبة
الأشقر لـ"صدى الشعب": منصات التواصل سلاح ذو حدين للطلبة
صدى الشعب -
الأشقر: إدمان مواقع التواصل يولد طالب معزول في عالم متّصل
الأشقر: نُسلّم عقول الطلبة لشاشات لا ترحم
صدى الشعب - سليمان أبو خرمة
شهد العالم خلال العقدين الأخيرين تطورًا هائلًا في مجال التكنولوجيا والاتصال، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وسناب شات جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، لا سيما في أوساط الطلاب.
ولم تعد هذه المنصات تقتصر على الترفيه أو التواصل فقط، بل أصبحت تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل الوعي وتكوين الآراء والسلوكيات، خاصة لدى الفئات العمرية الأكثر تأثرًا.
في البيئة التعليمية، أصبح حضور هذه المواقع ملموسًا في أوساط الطلبة، حيث ينعكس استخدامها اليومي على طريقة تفكيرهم وتفاعلهم داخل المدرسة.
ومع تزايد استخدام هذه المنصات، تبرز تساؤلات مهمة حول انعكاساتها على السلوك الطلابي، سواء من حيث التحصيل الدراسي، أو العلاقات الاجتماعية، أو القيم والسلوكيات العامة.
وفي هذا السياق، أكدت الخبيرة التربوية سوسن الأشقر أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الطلبة يُعد من أبرز القضايا الملحّة التي تستوجب الانتباه والتحليل، لا سيما في ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا وازدياد الاعتماد على هذه المنصات في حياتنا اليومية.
ووصفت الأشقر خلال حديثها لـ"صدى الشعب" هذه الوسائل بأنها "سلاح ذو حدين"، لما تحمله من جوانب إيجابية وسلبية على حد سواء، مشيرة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي باتت توفّر للطلبة موارد تعليمية قيمة، كما تعزز من فرص التواصل والانفتاح على الثقافات المختلفة.
وأضافت أن الاستخدام الإيجابي لهذه المنصات، ضمن أطر وحدود سليمة، من شأنه أن يعظّم من الفوائد التي يمكن للطلبة جنيها، ويقلل من الأضرار المحتملة.
إيجابيات ملموسة تعزز التفاعل والتفكير النقدي
وبالنسبة للجوانب الإيجابية، بينت أن وسائل التواصل الاجتماعي تُساعد الطلبة على تبادل الأفكار، والتعاون في المشاريع المدرسية، ما يسهم في تبادل الخبرات وتوسيع قاعدة المعرفة.
وأوضحت أن الوصول إلى معلومات متنوعة وغير محدودة من خلال هذه المنصات، يعزز من اطلاعهم ويزيد من قدرتهم على التفكير النقدي.
وأضافت أن التفاعل بين الطلبة من خلال المحتوى التعليمي على منصات التواصل يتيح لهم التعرف إلى وجهات نظر مختلفة، ما يثري النقاش ويدفعهم إلى التفكير بشكل أعمق.
كما أشارت إلى أن هذه الوسائل قرّبت المسافات بين الشعوب، وأسهمت في بناء صداقات متعددة، وهو ما انعكس إيجاباً على تنوع ثقافات الطلبة، وعزز من قدراتهم الاجتماعية.
تحذيرات من سلبيات تهدد القيم والتركيز الأكاديمي
وحذّرت من عدد من السلبيات الخطيرة المرتبطة باستخدام الطلبة لهذه المنصات، موضحة أن بعضها ينطوي على توجهات فكرية تتعارض مع الدين والقيم والأخلاق.
وقالت إن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح لبعض المستخدمين نشر أفكار عنصرية وهدامة، فضلاً عن وجود ألعاب عنيفة تساهم في زيادة الميول العدوانية لدى الطلبة.
كما نبهت إلى خطورة سهولة تداول الصور والمقاطع غير الأخلاقية، ما يعرّض الأطفال لمحتوى لا يتناسب مع أعمارهم أو بيئتهم التربوية.
ولفتت إلى أن الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بات يشكّل تهديداً حقيقياً، حيث يقضي الطلبة ساعات طويلة على هذه المنصات، ما يؤدي إلى إهدار الوقت والمال، وانخفاض جودة العلاقات الأسرية، فضلاً عن شعور الطلبة بالعزلة.
وأوضحت أن الدراسات الحديثة أظهرت وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع المستوى الأكاديمي للطلبة، حيث أن الوقت الطويل الذي يمضيه الطلبة على الإنترنت يحرمهم من النوم الكافي، ويؤثر سلباً على قدرتهم على التركيز، والحفظ، والفهم، ويقلل من أدائهم في الواجبات المدرسية.
دعوة لإجراءات تربوية تضمن الاستخدام المتوازن
وأكدت أن هذه المشكلات لا يمكن تجاهلها، مشيرة إلى ما يتم ملاحظته داخل الصفوف من تغير في سلوك الطلبة، سواء من ناحية التشتت الذهني أو ضعف الانتباه.
وقدمت الأشقر مجموعة من الحلول المقترحة لمعالجة هذه الإشكاليات، أبرزها الموازنة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشددة على ضرورة أن يستخدم الطلبة هذه الوسائل بحكمة للحد من آثارها السلبية.
ودعت إلى تحديد أوقات يومية لاستخدامها تتناسب مع أعمار الطلبة، على أن يكون ذلك تحت إشراف الأهل، بحيث يتم التفريق بين الاستخدام الترفيهي والتعليمي.
كما شددت على أهمية تعزيز الاستخدام الإيجابي من خلال تشجيع الطلبة على متابعة الصفحات التعليمية، والانضمام إلى مجموعات دراسية، واستخدام المنصات التي تدعم التعلم.
وأشارت إلى أهمية رفع وعي الطلبة بالآثار السلبية المحتملة لهذه الوسائل، مؤكدة أن الوعي المسبق يمكن أن يغيّر سلوكهم وقراراتهم عند التفاعل مع الإنترنت.
كما دعت الأهل والمؤسسات التربوية إلى تشجيع الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت، مثل الرياضة والقراءة والهوايات، لما لها من دور في تحقيق التوازن الصحي والحد من التعلق المفرط بمنصات التواصل الاجتماعي.