محليات
2025-05-05 11:43:28 ٢٦١٥

جمعية صُنّاع الإرادة:ريادة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وبناء مجتمع أكثر شمولاً

جمعية صُنّاع الإرادة:ريادة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وبناء مجتمع أكثر شمولاً

جمعية صُنّاع الإرادة:ريادة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وبناء مجتمع أكثر شمولاً

صدى الشعب -

صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة

في قلب محافظة العقبة، تبرز جمعية صُنّاع الإرادة للأشخاص ذوي الإعاقة كنموذج ريادي للعمل المجتمعي الهادف، تحت قيادة الدكتورة سهام الشباطات، رئيسة قسم الجمعيات والمراكز الإسلامية في وزارة الأوقاف، ومؤسسة الجمعية ومشرفة دار القرآن الدامجة.

وقد حملت الجمعية على عاتقها رسالة سامية تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز استقلاليتهم ودمجهم الفاعل في المجتمع، من خلال برامج تنموية وتعليمية مستدامة.

وتسعى إلى بناء مجتمع شمولي يؤمن بقدرات كل فرد، ويضمن تكافؤ الفرص دون تمييز. 

وقالت الشباطات لـ (صدى الشعب) إن أهداف الجمعية تتركز في توفير التدريب المهني والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز حقوقهم في التعليم والعمل، ونشر ثقافة الدمج المجتمعي، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمستفيدين وعائلاتهم.

كما تؤكد الشباطات أن الجمعية استطاعت خلال سنوات قليلة تحقيق منجزات نوعية، أبرزها تأسيس مركز تدريب مهني متخصص، وتنفيذ حملات توعوية واسعة النطاق، وتوقيع شراكات وطنية، بالإضافة إلى تمكين مئات المستفيدين من دخول سوق العمل، وتنظيم فعاليات ساهمت في تغيير الصورة النمطية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتوضح الشباطات أن الجمعية تنفذ حاليًا مشروع التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يتضمن تدريبًا مهنيًا وتشبيكًا مع شركات لتوفير فرص عمل حقيقية. كما تعمل على مشروع مدارس دامجة، والذي يهدف إلى دعم المدارس الحكومية لاستيعاب الطلبة ذوي الإعاقة ضمن بيئة تعليمية شاملة ومهيأة.

 وتشير الشباطات حول آلية الانتساب إلى هذه البرامج وتؤكد أن الجمعية تعتمد على معايير دقيقة تشمل درجة الإعاقة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومدى جاهزية الأشخاص للانخراط في البرامج التدريبية، مع الحرص على تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع.

 وتضيف أن الجمعية تقدم دعمًا تقنيًا ومرافقة مهنية للمستفيدين لضمان استمراريتهم في العمل ونجاحهم فيه.

وتؤكد الشباطات أن الجمعية ما زالت تواجه جملة من التحديات، أبرزها نقص الموارد المالية، وقلة الوعي المجتمعي، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية.

 لكن في المقابل، تشير إلى أن الجمعية تنتهج استراتيجيات مبتكرة، منها عقد شراكات مع القطاع الخاص، وتنظيم حملات دعم، والسعي للحصول على منح محلية ودولية، إلى جانب ترشيد الإنفاق وتحسين الكفاءة التشغيلية.

و تشدد الشباطات على أهمية الإعلام باعتباره شريكًا حيويًا في كسر الصور النمطية ونشر قصص النجاح، مشيدةً بحملات الجمعية المستمرة مثل “قدرات بلا حدود”، التي تسلط الضوء على قصص ملهمة، وتنفذ لقاءات مفتوحة مع المجتمع والمدارس لتعزيز الصورة الإيجابية عن قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.

أما فيما يتعلق بالدعم المؤسسي، توضح الشباطات أن الجمعية تلقت دعمًا من وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق دعم الجمعيات، من أبرزها مشروع "مطبخ التاجي" عام 2017 بقيمة 6000 دينار، ومشروع تدريب وتأهيل ذوي الإعاقة عام 2019 بقيمة 4000 دينار.

 كما حصلت الجمعية على مقر دائم في مسجد الإحسان بمنطقة التاسعة، قامت بتجهيزه كمركز تعليمي وتأهيلي للمكفوفين.

وتؤكد الشباطات أن الجمعية تتمتع بوضع مالي وإداري سليم، دون تسجيل أي مخالفات، وهو ما يعكس مدى التزامها بالمعايير القانونية والتنظيمية في أعمالها الخيرية والإنسانية.

أما عن الموقع، تشير الشباطات إلى أن الجمعية تقع في محافظة العقبة – منطقة التاسعة – داخل مسجد الإحسان، وتقدم مجموعة من الخدمات الشاملة، من أبرزها التعليم المبكر حضانات ورياض أطفال لتنمية القدرات العقلية والمعرفية وإدارة مشاريع صغيرة مدرة للدخل بالاضافة إلى تأمين الأدوات والأجهزة الطبية الملائمة وتدريب مهارات حياتية وقيادية

وبرامج دعم نفسي واجتماعي وتأهيل مهني متكامل.

وعن خطط المستقبل، تطمح الشباطات إلى أن تصبح الجمعية مركزًا إقليميًا رائدًا في مجال تمكين ذوي الإعاقة، من خلال توسيع نطاق خدماتها لتشمل المزيد من المحافظات الأردنية، وبناء شراكات مع الجامعات، والشركات، والمؤسسات الدولية، بهدف زيادة التمويل والدعم الفني وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين.

وفي ختام حديثها، تقول الشباطات إن الإيمان بالإنسان وقدرته على التغيير كان الدافع الأكبر لدخول هذا المجال، مشيرةً إلى أن أكثر المواقف التي أثرت بها كانت قصة أحد المستفيدين الذي تحول من شخص فاقد للأمل إلى رائد أعمال ناجح، مؤكدة أن التمكين يصنع المعجزات ويمنح الحياة معنى جديدًا.