أبو العسل لـ (صدى الشعب): الإعلام يجب أن يكون أداة بناء لا معول هدم
أبو العسل لـ (صدى الشعب): الإعلام يجب أن يكون أداة بناء لا معول هدم
أبو العسل لـ (صدى الشعب): الإعلام يجب أن يكون أداة بناء لا معول هدم
صدى الشعب -
صدى الشعب _أسيـل جمـال الطـراونــة
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها المشهد الإعلامي العالمي، تؤكد الدكتورة نوزت أبو العسل الأستاذ المساعد في قسم الإعلام الرقمي بجامعة العلوم التطبيقية وخبيرة الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة لـ" صدى الشعب " أن الحديث عن حرية التعبير لا يمكن أن ينفصل عن المسؤولية الإعلامية والاجتماعية باعتبارها أضلاعًا متكاملة لمعادلة واحدة.
وتشيرالدكتورة أبو العسل إلى حرية التعبير تُعدّ من الحقوق الأساسية التي ينص عليها الدستور حول العالم، فهي حجر الأساس لكل الحقوق الفكرية الأخرى، إذ لا يمكن الحديث عن وجود حريات حقيقية من دون ضمان هذا الحق.
كما أنها تطرح تساؤلاً محورياً: ما هي حدود حرية التعبير في الإعلام وتلفت إلى التأثير العميق الذي تلعبه وسائل الإعلام التقليدية منها والرقمية في توجيه الفكر المجتمعي وصناعة الوعي، ما يجعل من الإعلام أداة فاعلة في التنمية والدفاع عن القضايا الوطنية، وليس مجرد وسيلة نقل معلومات.
وتوضح أبو العسل أن للإعلام دوراً دبلوماسيا في التواصل مع صانعي القرار وتشكيل الرأي العام، ما يضع على عاتقه مسؤولية مضاعفة لضمان ممارسة حرية التعبير في إطار يحفظ استقرار المجتمع ويعكس حالة حضارية متقدمة، كما تؤكد أن غياب هذه الحرية أوممارستها بشكل مشوِّش ينعكس سلباً على واقع الإعلام والمجتمع معا.
وتشدّد على أن العصر الرقمي خلق تحديات جديدة تتطلب قراءة دقيقة، مشيرة إلى الاستلاب الفكري الذي تسببه بعض أدوات التكنولوجيا نتيجة الانفلات الرقمي وانتشار الشائعات والتزييف الإعلامي، مما يستوجب وجود بيئة تشريعية متوازنة تحفظ حرية التعبير ضمن إطار من المسؤولية والسلم المجتمعي.
وترى أبو العسل أن الإعلام يجب أن يكون أداة بناء لا معول هدم، مشبهةً التأثير السلبي للمحتوى الإعلامي على المجتمع بمن يُخرّب بيته بيده.
كما دعت إلى تعزيز الدور الرقابي والأخلاقي داخل المؤسسات الإعلامية، مع مراعاة عدم تقييد الحريات بشكل تعسفي، بل عبر تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحقق من الأخبار واللجوء إلى مصادر موثوقة.
وأشارت أبو العسل إلى أهمية التقارير الصحفية فهي لا تكمن فقط في نقل الأحداث، بل في إحداث تغييرات اجتماعية وسياسية حقيقية، فالتطور التكنولوجي أتاح للأفراد فرصة المشاركة المباشرة في تشكيل الرأي العام، وأصبح المتلقي جزءًا من عملية التأثير، لا مجرد مستهلك للمعلومة.
وتختم حديثها بالإشارة إلى ما تسميه الصحوة الإعلامية، وهي حالة من الوعي المتنامي بأهمية الإعلام في التغيير، حيث بات الجمهور أكثر قدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل، وأكثر فاعلية في التفاعل مع القضايا العامة، مما يجعل من الإعلام شريكا حقيقيا في بناء المستقبل .