محليات
2025-02-12 12:12:35 ٢٤٤٧

الخالدي لـ (صدى الشعب) الإعلام أكثرقوة وتأثيراً بفضل التطور الرقمي

الخالدي لـ (صدى الشعب) الإعلام أكثرقوة وتأثيراً بفضل التطور الرقمي

الخالدي لـ (صدى الشعب) الإعلام أكثرقوة وتأثيراً بفضل التطور الرقمي

صدى الشعب -

صدى الشعب - أسيل جمال الطراونة

قال أستاذ الإذاعة والتلفزيون ومدير إذاعة جامعة اليرموك الدكتور خزيم الخالدي، لـ "صدى الشعب" إن الإعلام يشكل أحد العوامل الأساسية في إدارة الأزمات، سواء كانت سياسية أو إنسانية ، وحيث أن الإعلام لا يقتصر فقط على نقل الأخبار بل يمتد تأثيره ليشمل تشكيل الرأي العام، والتأثير في مجربات الأحداث وإعادة صياغة الوقائع بما يخدم توجهات معينة.

وأضاف الخالدي لـ "صدى الشعب" أن الإعلام أصبح اليوم أكثر قوة وتأثيرا بفضل التطور الرقمي حيث تجاوز الحدود والعوائق التقليدية ليصبح قادراً على الوصول إلى الجمهور في أي زمان ومكان، ومن خلال ما يسمى به" اندماج الإعلام الرقمي"، أصبح بالإمكان توجيه الخطاب الإعلامي بدقة عالية، مما يجعل الإعلام أداة حاسمة في إدارة الأزمات سواء لدعم الاستقرار أو لتأجيج الموقف، حسب كيفية استخدامه.

ويرى الخالدي، أن تأثير الإعلام في الأزمات يمكن تقسيمه إلى شقين رئيسيين التأثير الإيجابي والذي يتمثل في استخدام الحملات الإعلامية المكلفة التي تنقل كميات متفاوتة من المعلومات إلى الجمهور، مما يساعد على خلق صورة معينة عن الأزمة، وتوجيه المتلقي نحو اتخاذ مواقف محددة بناءاً على الرسائل الإعلامية الموجهة إليه، فيما يتجسد التأثير السلبي في التعتيم الإعلامي، والذي قد يكون كلياً أو جزئياً ،والتعتيم الكلي، والذي يتمثل في تجاهل الأزمة تماماً وعزل الجمهور عنها، بحيث لا يتلقى أي معلومات عنها، مما يمنعه من تكوين رأي واضح أو موقف محدد تجاهها.

وأوضح الدكتور الخالدي، بأن التعتيم الجزئي، هو الأخطر، حيث يتم توجيه التغطية الإعلامية بشكل منحاز عبر تسليط الضوء على طرف معين وإغفال الأطراف الأخرى، مما يؤدي إلى تشويه الحقائق وإعادة ترتيب الأحداث وفق رؤية معينة فيتم التأثير على الجمهور بطريقة غير مباشرة عبر تقديم صورة غير متكاملة عن الأزمة.

ويشير الخالدي إلى أن هذا النوع من التعليم الذي يعرف بـ "التشويه الإعلامي"يتمثل في صياغة الأخبار وإعادة ترتيب الوقائع بحيث تتماشى مع توجهات محددة، ما يؤدي إلى تقي وجهات النظر الأخرى وإثارة الشكوك حول مصداقيتها، مما يؤثر بشكل مباشر على الرأي العام ويوضح الخالدي أن للإعلام في الأزمات وجهين أساسيين الجانب الإخباري، والذي يشمل نقل الأخبار بموضوعية، ومتابعة تطورات الأزمات وتقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة للجمهور، مما يساعد في تعزيز الوعي العام بالأزمة وكيفية التعامل معها، والجانب التوجيهي، والذي هو الأكثر حساسية حيث يتم استخدام الإعلام في توجيه الرأي العام سواء لدعم موقف معين أو لتشكيل صورة محددة عن الأزمة، وهنا تلعب الرسائل الإعلامية الموجهة دوراً كبيراً في بناء قناعات الجمهور وتوجيه سلوكياته،.

ويؤكد الخالدي، أن الجهات الإعلامية، سواء كانت مؤسسات رسمية أو مستقلة، تستخدم خططاً إعلامية مدروسة أثناء الأزمات حيث يتم بناء الحملات الإعلامية وفق استراتيجية محددة تأخذ في الاعتبار طبيعة الأزمة، وردود الفعل المتوقعة ،وكيفية توجيه الجمهور نحو موقف معين .

يشير الخالدي إلى أن الإعلامي الناجح في إدارة الأزمات يجب أن يتحلى بثلاث صفات رئيسية العقلانية التي يجب أن يكون الإعلامي قادراً على التعامل مع الأزمات بموضوعية بعيداً عن العواطف، بحيث يتمكن من صياغة رسائل إعلامية متزنة تتجنب الانحياز أو التهويل والحيادية والشفافية من الضروري أن ينقل الإعلامي المعلومات بدقة وتجرد، وأن يتجنب التلاعب بالحقائق أو انتقاء المعلومات بشكل يخدم وجهة نظر معينة لضمان تقديم صورة حقيقية للجمهور ،والتوازن حيث يجب على الإعلامي تقديم جميع وجهات النظر المختلفة حول الأزمة حتى يتمكن الجمهور من تكوين رأي مستنير بناءً على معلومات متكاملة، دون أن يتم توجيهه بشكل قسري نحو موقف محدد.

كما يؤكد الخالدي، أن الإعلاميين يجب أن يكونوا على دراية كاملة بالأزمة التي يقومون بتغطيتها وذلك عبر الاستعانة بالخبراء والمتخصصين في المجال المرتبط بالأزمة سواء كانت سياسية، اقتصادية ،صحية، أو، اجتماعية، فمن غير الممكن أن يقوم الإعلامي بتغطية أزمة اقتصادية دون الاستعانة بالخبراء الاقتصاديين، أو أن يتحدث عن أزمة صحية دون الرجوع إلى الأطباء والمتخصصين في المجال الصحي.

ويشدد الخالدي على أهمية وجود خلية أزمة داخل أي مؤسسة أو وزارة عند وقوع الأزمات بحيث تتكون هذه الخلية من الإعلاميين والمتخصصين والخبراء المرتبطين بطبيعة الأزمة، ويضيف أن التعامل مع الأزمات يجب أن يتم وفق ثلاث مراحل رئيسية المرحلة الأولى، وهي قبل الأزمة، حيث يتم إعداد الجمهور من خلال نشر التوعية والمعلومات المسبقة حول الأزمات المحتملة، مما يساعد في تخفيف حدة التأثير عند وقوع الأزمة.

والمرحلة الثانية هي أثناء الأزمة، و في هذه المرحلة يكون للإعلام الدور الأكبر، حيث يتم تقديم المعلومات بسرعة ودقة مع استضافة الخبراء والمعنيين لشرح تداعيات الأزمة وضمان وصول الحقائق إلى الجمهور بوضوح.

والمرحلة الثالثة بعد الأزمة وهي مرحلة التقييم، حيث يتم تحليل تداعيات الأزمة، وبيان الآثار الناجمة عنها بشفافية، مما يساعد في بناء استراتيجيات مستقبلية لتجنب أزمات مماثلة، ويشير الخالدي إلى أن الإعلام مرتبط بشكل وثيق بالسياسة،حيث لا يمكن فصل الإعلام عن السياسة بأي شكل من الأشكال، فهو يتابع المواقف السياسية والصراعات الدولية ويساهم في تشكيل التوازن الدولي،.

ومن هنا فإن الإعلامي الذي يتعامل مع الأزمات السياسية يجب أن يكون على دراية كاملة بالظروف المحلية والإقليمية والدولية وأن يستعين بالخبراء السياسيين لفهم أبعاد الأزمة بشكل أعمق ويضيف أنه إذا كانت الأزمة ذات طابع اقتصادي، فيجب أن يكون الإعلامي متواصلا ًبشكل دائم مع المؤسسات الاقتصادية والخبراء الماليين، أما إذا كانت الأزمة صحية فمن الضروري أن يعتمد على المصادر الطبية والمختصين في القطاع الصحي.