محليات
2025-02-11 11:55:56 ٢١٩٨

الخزاعي لـ (صدى الشعب) التضليل الإعلامي سلاح الفوضى

الخزاعي لـ (صدى الشعب) التضليل الإعلامي سلاح الفوضى

الخزاعي لـ (صدى الشعب) التضليل الإعلامي سلاح الفوضى

صدى الشعب -

الرشدان : تزايد دور صحافة المواطن في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي

صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة

في عصر السوشيال ميديا، أصبح تدفق المعلومات أسرع من أي وقت مضى، مما منح الجمهور فرصة غير مسبوقة للوصول إلى الأخبار والأحداث لحظة بلحظة، لكن في المقابل، أدى هذا التدفق السريع إلى انتشار واسع للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، التي قد تؤثر على الوعي العام وتشكل خطراً على المجتمع.

وفي ظل هذا الواقع، أصبح التمييز بين الإعلام المهني القائم على الدقة والمصداقية، والتضليل الذي يسعى إلى تحريف الحقائق، ضرورة ملحة. يقول الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم اجتماع لـ "صدى الشعب في عصر التدفق الهائل للمعلومات، لم يعد الجمهور مجرد متلق سلبي للأخبار، بل أصبح جزءًا من دائرة النشر والتوزيع، مما يجعل التحقق من صحة المعلومات مسؤولية جماعية. ومع تنامي ظاهرة الأخبار الكاذبة والمضللة، يبرز التساؤل: كيف نميز الحقيقة عن الزيف؟

يؤكد الدكتور حسين الخزاعي، أستاذ علم الاجتماع ، على ضرورة وعي الجمهور بمدى خطورة المحتوى الإعلامي المغلوط، موضحًا أن المعلومات التي تفتقد إلى المصداقية تسعى إلى ضرب استقرار المجتمعات وإشغالها عن قضاياها الأساسية.

ويشير الخزاعي إلى أن بعض المنصات والمصادر المشبوهة تعتمد على التهويل والمبالغة وعدم الصدق في الرواية، بهدف إثارة الفوضى وزرع الشك بين أفراد المجتمع ويضيف من الواجب على كل متلق لأي رسالة إعلامية، سواء كانت فيديوهات، رسائل صوتية، صور، أو أخبار، أن يتأكد من مصدرها، وأن يسأل: هل هذا المصدر موثوق ؟ هل يحمل أجندة خفية؟ هل يسعى للإساءة إلى الثوابت الوطنية؟"

تؤثر الأخبار الكاذبة على الأفراد والمجتمع بعدة أشكال، من أبرزها :

إثارة الخوف والقلق حيث تنتشر بعض الأخبار المضللة بهدف تخويف الناس وخلق حالة من الذعر غير المبرر و تفتيت النسيج الاجتماعي يمكن للمعلومات المضللة أن تزرع الانقسامات داخل المجتمع، خاصة عندما تستهدف الوحدة الوطنية أو الرموز والمؤسسات.

ايضاً تشويه سمعة الوطن حيث أن بعض الجهات تستخدم الإعلام المغرض الأرد لضرب صورة الدول وتشويه ال إنجازاتها، ما ينعكس سلبًا على ثقة المواطنين بوطنهم ومؤسساته.

يشدد الدكتور الخزاعي على أن التصدي للأخبار المضللة يبدأ بعدة خطوات أساسية منها التأكد من مصدر الخبر هل هو جهة رسمية أو وسيلة إعلامية موثوقة ؟

وعدم إعادة نشر الأخبار المشبوهة فالمشاركة غير الواعية تساهم في انتشار الفوضى،بالاضافة الى التحليل والتفكير النقدي: هل يبدو الخبر منطقيا ؟ هل يحتوي على تهويل ومبالغة ؟

ايضاً الرجوع إلى المصادر الموثوقة متابعة الجهات الرسمية والمصادر الإعلامية المحترفة للحصول على المعلومات الصحيحة.

من جهته قال الدكتور قصي رشدان، أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك في ظل التطور الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، بات من السهل على أي فرد نشر المعلومات والأخبار سواء كانت صحيحة أو مضللة، مما أدى إلى بروز ما يُعرف بـ صحافة المواطن .

هذه الظاهرة، رغم إيجابياتها في نقل الأحداث بسرعة تطرح تحديات كبيرة تتعلق بالمصداقية والتمييز بين الإعلام المهني والإعلام المضلل.

يشير الرشدان إلى أن المواطنين أصبحوا يشاركون في نشر المحتوى دون التأكد من دقته، وهو ما قد يساهم في انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة.

ويؤكد أن أن التمييز بين أمراً صعباً بالنسبة للجمهور، إلا إذا ورد الخبر بصيغ مختلفة ومن مصادر متعددة، مما قد يثير الشكوك حول الأخبار الحقيقية والمزيفة أصبح مصداقيته.

ويضرب رشدان مثالاً على ذلك بحالة تضارب المعلومات حول منخفض جوي، حيث قد تنشر منصة إعلامية خبراً عن قدوم منخفض، بينما تنفيه منصة أخرى، مما يثير التساؤلات حول صحة المعلومات المنشورة.

كما اشار الرشدان انه في ظل هذا الواقع، ظهرت العديد من التطبيقات والأدوات الرقمية التي تساعد في التحقق من صحة الأخبار والصور، مما يسهم في الحد من انتشار المعلومات المضللة.

ومع ذلك، يبقى الوعي الإعلامي لدى الجمهور عاملاً أساسيا في التصدي لهذه التحديات، حيث يجب على المتلقي أن يتحقق من المصادر قبل تصديق أي معلومة أو إعادة نشرها.

في ظل الثورة الرقمية وانتشار المعلومات بسرعة غير مسبوقة، يصبح الوعي الإعلامي درعا أساسيًا لحماية المجتمع من التلاعب والتضليل.

إن مسؤولية نشر الحقيقة لا تقع فقط على وسائل الإعلام، بل على كل فرد في المجتمع، فالإعلام الموجه لا ينجح إلا بوجود جمهور غير واع.

لذا علينا جميعا أن نكون حراسا للوعي، نتحقق قبل أن نصدق، ونفكر قبل أن نشارك.