مريم بركات من تحديات الإعاقة البصرية إلى نور النجاح في التعليم وحفظ القرآن
مريم بركات من تحديات الإعاقة البصرية إلى نور النجاح في التعليم وحفظ القرآن
مريم بركات من تحديات الإعاقة البصرية إلى نور النجاح في التعليم وحفظ القرآن
صدى الشعب -
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
قصص نجاح ذوي الإعاقة، دليل حي على أن العزيمة والإرادة أقوى من أي تحدٍ، فبالرغم من العقبات التي قد تواجههم في التعليم والعمل والحياة اليومية، يثبتون يوماً بعد يوم أن النجاح لا يعرف، حدوداً، وأن الإصرار والشغف قادران على تحقيق المستحيل.
من بين هذه القصص الملهمة، تبرز قصة مريم بركات التي تحدث إعاقتها البصرية منذ ولادتها وسارت بثبات في طريق العلم وحفظ القرآن، لتصبح نموذجاً للإرادة والتفوق.
في رحلة مليئة بالتحديات والإصرار، تروي مريم بركات في حديثها لـ "صدى الشعب" تفاصيل مسيرتها الاستثنائية، حيث ولدت كفيفة، لكنها لم تدع ذلك يقف حاجزاً أمام طموحاتها العلمية والروحانية.
بدأت مريم رحلتها التعليمية في سن الرابعة بمدرسة القبس للإعاقة البصرية، ثم انتقلت مع عائلتها إلى الأردن لتدرس في مدرسة الأسقفية العربية، التي كانت حديثة العهد آنذاك بعد عام عادت إلى فلسطين، حيث اکملت دراستها حتى الصف الثامن في مدرسة خاصة للمكفوفين، قبل أن تلتحق بمدرسة حكومية، حيث كانت الطالبة الكفيفة الوحيدة، وهو تحدياً كبيراً استطاعت تجاوزه بإصرارها.
رغم الصعوبات التي واجهتها، مثل تأخر وصول كتب "البريل" واعتمادها على السمع بشكل كامل،تمكنت مريم من إتمام دراستها الثانوية بنجاح، ثم التحقت بجامعة اليرموك الدراسة بكالوريوس معلم صف وواصلت دراستها حتى وصلت إلى مرحلة الماجستير، وهي حالياً بصدد إنهاء دبلوم عالي في تأهيل المعلمين.
إلى جانب مسيرتها الأكاديمية حملت مريم في قلبها حب القرآن، فبدأت حفظه منذ الصغر، لكن عدم استقرار المعلمات حال دون إتمامها الحفظ مبكراً.
بعد إنهاء الثانوية العامة، شرعت في الحفظ الجاد والتزمت بتعلم التجويد والأحكام، لتحصل على شهادات متقدمة في الإتقان والسند. وفي ٢٨ آذار ٢٠٢٤ أتمت حفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب، محققة حلمها بعد سنوات من الاجتهاد.
مريم بركات ليست مجرد قصة نجاح بل نموذج حقيقي للإرادة التي لا تعترف بالعوائق، ورسالة أمل لكل من يواجه تحديات في طريق تحقيق أحلامه.