محليات
2024-11-11 19:23:15 ٢٣٤٦

دراسة:الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية أكثر من 7 ساعات يعانون من ترقق بقشرة الدماغ

دراسة:الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية أكثر من 7 ساعات يعانون من ترقق بقشرة الدماغ

دراسة:الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية أكثر من 7 ساعات يعانون من ترقق بقشرة الدماغ

صدى الشعب -

استخدام الالكترونيات لفترة طويلة يؤخر مهارات الأطفال اللغوية والحركية .

الطبال :"التعرض المتواصل للشاشات يصاب الأطفال بمُتلازمة النفق الرسغي وضعف اللغة التعبيرية ".

الدوجان :"يؤكد دور الأسرة في تعزيز التواصل مع ابنائهم وضبط استخدام الأجهزة الذكية".

صدى الشعب – عرين مشاعلة

لم تكن تعلم أم "رنا " أن طفلتها البالغة 15عاما ، ستصاب باضطرابات التوحد والتأخر في النطق ، كما ستتأخر عن اقرنائها في الإلتحاق بالدراسة ،عندها ادركت الأم الخطا وبدأت مرحلة الندم ربما المتأخر حسب حديثها ، حين كانت تعرض طفلتها في عمر 6 شهور امام الشاشة لمشاهدة برامج الأطفال حيث تقضي الطفلة معظم نهارها في مشاهدة تلك القنوات، وحسب حديث الأم "لصدى الشعب "ان ابنتها كانت تنام احيانا كثيرة وهي تشاهد تلك البرامج ، حيث ان الامر في بدايته كان مريحا للأم في إكمال مهامها المنزلية دون ان تزعجها طفلتها، ومرت السنوات على هذا الحال ، الى ان تنبئ الوالدين ان طفلتهم لا تتفاعل معهم ولا تنطق كحال غيرها من أقرانها ،ولا تستيطع التعبير عما تريده لتبين فيما بعد ان الطفلة تعاني من إضطرابات التوحد وتأخر في النطق، حسب تشخيص الأخصائيين ،وأن طفلتهم ليس لديها مخزون من المفردات يؤهلها للتفاعل والتواصل مع محيطها نتجية تعرضها بمرحلة مبكرة من عمرها ولساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية.
وتتابع أم" رنا "من هنا بدأت رحلة العلاج لطفلتهم في مراكز خاصة وتكاليف باهظة يتكبدها الأهل للحصول على بصيص أمل ،ان طفلتهم تنطق وتعبر عن مايجول بخاطرها ولكن مازالت لا تنطق سوى كلمات محدودة ، والأمر الملفت، ان الطفلة مازالت متعلقة بالإجهزة الإلكترونية بالرغم من تحذير الأطباء للوالدين ،حيث مازالت تقضي وقت طويل امام شاشة الهاتف وعند انتزاع الهاتف تبدأبالصراخ والبكاء بصوت مرتفع حيث يضعف الأهل امام صراخها لإعطاءها الهاتف مجددا .
اما الطفل أحمد ذو 5 سنوات لا يختلف كثيرا عن الطفلة رنا حيث لاحظ الأهل وجود مشكلة في نطق بعض الحروف ،و ليس لديه القدرة على الحفظ وتكوين الجمل الطويلة ،اضافة الى التششتت وفرط الحركة المتواصل ،حيث لجأ الوالدين الى الأخصائين ،والذين اكدوا ان تأخر النطق لدى طفلهم يعزو لتعرضه المستمر للالكترونيات ،ولذلك يتطلب تنظيم مشاهدة ابنهم للشاشات، ضمن ساعات محددة وبرقابة مستمرة من الأهل فضلا عن تحفيزه على قراءة القصص وممارسة الألعاب والنشاطات المختلفة مع اقرانه بعيدا عن الأجهزة الإلكترونية ،والذي انعكس ايجابا على صحة الطفل النفسية وتحصيله الدراسي وتواصله الاجتماعي مع المحيط الخارجي .


تراجع التحصيل الأكاديمي


"صدى الشعب "رصدت ملاحظات بعض المعلمات واللواتي أكدن على ان بعض الاطفال في المراحل الأولى من التعليم ليس لديهم القدرة التعبير عن انفسهم بشكل سليم ،ويقتصر حديثهم بجمل وكلمات بسيطة وتكاد محدودة ،اضافة الى ضعف التركيز والتششتت المستمر والذي ينعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي .

وتؤكد مستشارة الطفولة المبكرة والتدخل المبكر الدكتورة سهى الطبال الى وجود العديد من الأعراض المُحتملة المُترتّبة على التعرُض المُفرط للشّاشات في مرحلة الطفولة المُبكرة، إذ رُصدت على سبيل المشكلات في الكتابة لدى بعض أطفال مرحلة الروضة الثانية والتي قد تكون مُرتبطة بمُتلازمة النفق الرسغي بسبب تركيز العمل على أصبع واحد في التحكم وتقليب المحتوى، كما أنّ بعض الأطفال يتلقون المعلومة بشكل سلبي وباتجاه واحد من الشاشات، ممّا يُؤثّر على مُعالجة اللغة وبالتالي ضعف في اللغة التعبيرية والتي قد تكون غير وظيفيّة.


وزادت الدكتورة الطبال ،الى وجود بعض السلوكيات التي قد تعكس تأثير السلبي للشاشات كمظاهر القلق والتهيُج والتململ "النكد"، والغضب في حال إيقاف الشاشات أو سحب الأجهزة منه، وانخفاض تحمُل الإحباط، ومُشكلات في النوم إن شاهد مشاهد مثيرة للقلق، بالإضافة إلى تحدّيات في التعلُم والذّاكرة العاملة.
مؤكدة ان هذه الأعراض قد تجعل لدى الطفل تعلقا بالأجهزة، وجلوسه لساعات طويلة سيؤثّر حتما على الساعات المُخصصة للمذاكرة واسترجاع المعلومات، وتأثر معالجة اللغة قد يؤثر في قدرة الطفل على التعبير عن نفسه وصياغة الجمل والربط بينها بطريقة صحيحة، فتطوير اللغة يحتاج إلى تفاعل اجتماعي بين المُرسل والمُستقبل، وهذا لا يحدث مع الأجهزة الإلكترونيّة التي قد يحصل منها الطفل على بعض المعلومات، ولكن في غياب تفاعل الكبار معه حول تلك المعلومات، قد يُؤثّر على مُعالجته لها وبالتالي ترتيب أفكاره والتعبير عنها بطريقة وظيفيّة في الوقت والظرف المُناسبين.ولذلك فان الأكاديميّة الأمريكيّة لطب الأطفال حظرت تعرض الأطفال للشاشات دون 18 شهرا إلا في حالة واحدة وهي التواصُل المرئي عبر تطبيقات الدردشة (مثال: messenger)، وسمحت بالحضور التفاعلي بوجود أحد أفراد الأسرة مع الطفل لمُدة تقل عن ساعة واحدة من 18 وحتى 24 شهرا، ويستمر ذلك حتى سن الخامسة بحد أقصى ساعة واحدة تفاعُليّة في اليوم وعلى البرامج والتطبيقات الخاصّة بالأطفال، وسمحت للأطفال من سن السادسة وحتى 18 سنة بالجلوس أمام الشاشة بما لا يزيد عن ساعتين يوميّا.

*تعزيز التواصل مع الأبناء

ومن هذا المنطلق ، تدعو الدكتورة الطبال الأهل الى متابعة ابنائهم فيما يعرض على الشاشات لاسيما ان التكنولوجيا قد تكون ضرورة في بعض المواقف الطارئة كما حدث وقت التعليم عن بُعد بسبب ظرف كورونا، أو في ظروف المرض، أو غيرها من الظروف الأخرى، ولكنها تُصبح ضررا إن لم يحدث التعلُم فيها بطريقة تفاعليّة، وعليه، فجلوس الوالدين مع الطفل لمُناقشة ما يدور على الشّاشة والتأكيد على بعض المعلومات الواردة من تلك الأجهزة تعد ضرورة للحيلولة دون حدوث الآثار السلبيّة المُحتملة مع ضرورة وجود رقابة على المحتوى في السنوات الأولى، والالتزام بمعايير العُمر الزمني الموضح في تعليمات كُل تطبيق أو مُحتوى، والحرص على ضبط المُحتوى بما لا يُخل بالقيم والثقافة التي ينتمي لها الطفل.اضافة الى تعزيز الأنشطة التفاعلية المُستندة الى الروتين اليومي (مثال: أثناء إعداد الأم للطعام، يمكنها تعليم الطفل الألوان من خلال الخضار والفواكه المُستخدمة، وتعليم مفهوم العدد بعد الأطباق أثناء إعداد المائدة، وتعليم المفاهيم الفراغية كداخل وخارج أثناء سكب الطعام في الأطباق".

*دراسة عن تعرض الأطفال للأجهزة الذكية.

أظهرت دراسة استرالية ،أن ترك الأطفال مع الأجهزة الذكية مدة طويلة يفقدهم فرصة تكوين زادهم اللغوي بشكل سريع، مقارنة بالأطفال الذين يتم التحدث والتفاعل معهم بكثرة بعيدا عن الشاشات الذكية، وان تعرض الطفل لأكثر من ساعتين يوميًا مستخدمًا الشاشة، يؤثر على معدله في اختبارات اللغة والتفكير، أما الأطفال الذين أمضوا أكثر من 7 ساعات، عانوا ترققًا في قشرة الدماغ المسؤولة عن المهارات الاستنباطية والتفكير النقدي، مع وجود صعوبات في مشاركتهم في الممارسات غير الإلكترونية كاللعب في الهواء الطلق حيث إن قضاء الأطفال فترة طويلة في تصفح التطبيقات والمواقع الإلكترونية، يعني فقدان الكثير من اللحظات المهمة لتطوير مهارتهم اللغوية لاسيما ان نحو نصف الأطفال الذين يبلغون من العمر 8 أعوام وأقل يملك كل واحدا منهم جهازا لوحيا خاص به ،ويمضي نحو 2.25 ساعة يوميا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية ،لمتابعة ما يحلو له من برامج وتطبيقات، وفقا لما ذكرته منظمة كومن سينس ميديا الأميركية.
*دور الأسرة في تعزيز التواصل .

بدوره ،أكد المدرب والخبير التربوي والمستشار الأسري الدكتورعطالله الدوجان على أهمية الأسرة في تعزيز التواصل مع الأبناء لما له أثر في زيادة كمية المفردات التي يخزنها الطفل ، اضافة الى أهمية حفظ سور من القرآن الكريم والتي تسهم في مضاعفة مخزون الطفل من المفردات والتي كلما ارتفعت زادت قدرة ذكاء الطفل وزادت قدرته على التواصل، لاسيماان قدرة الإنسان على التواصل تأتي في مقدمة القدرات الإنسانية و الأهم وبدونها لن يحقق الفرد اي انجاز مع ملاحظة ان التواصل بين الأطفال وأهلهم وبيئتهم هي الجسر الذي ينقل القيم إلى الأطفال فتنغرس في نفوسهم منذ الصغر اما التواصل مع الهاتف فهو تواصل سلبي لأنه من طرف واحد وليس تفاعليا لذا يقلل فرص النمو الكلامي والاجتماعي، اضافة الى خطر آخر هي تسرب القيم الغريبة للأطفال عن طريق الأجهزة الإلكترونية .


ودعا الدكتور الدوجان الوالدين الى ضبط استخدام اطفالهم للهواتف والأجهزة الذكية ،كما يضبط الوالدين نفسهما عن استخدام الهواتف إلا للضرورة القصوى وأن يجلسا مع أولادهما على الأقل ساعتين في اليوم بأحاديث متبادلة وان يتيحا للأطفال التحدث بحرية دون خوف وان لا يجعلا المناسبات الاجتماعية والعمل منافسا لحق الأولاد بالتواصل.

وتتم الإشارة ان تعرض الاطفال للأجهزة الذكية لا يقتصر مخاطرها على التأخر اللغوي وانما تؤثر بشكل سلبي على الإبصار لدى الأطفال ،فقد اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا بضرورة إبعاد الأطفال الأقل من عامين عن الأجهزة اللوحية، بسبب عدم اكتمال نضج جهاز الإبصار للطفل بعد، ويصعب عليه التعرض للضغط المستمر والنشاط البصري الخاص بالشاشة، مع تدهور نمو طبقات العين المعنية بالإبصار، مسببًا مشكلات بصرية عديدة للطفل، لذا اندفعت كل الجهات المعنية بالتوعية عن اضرار الشاشات على الاطفال وطرق تجنبها، ووضع الحدود اللازمة للحد من الآثار السلبية للأجهزة اللوحية، مع الاستفادة الكاملة من كافة إيجابيتها.

"" "" ""