عربي دولي
2024-11-11 16:18:18 ٧٣٣

خبراء لــ(صدى الشعب): "فوز ترامب قد يغير ملامح المنطقة"

خبراء لــ(صدى الشعب): "فوز ترامب قد يغير ملامح المنطقة"

خبراء لــ(صدى الشعب): "فوز ترامب قد يغير ملامح المنطقة"

صدى الشعب -

تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على الشرق الأوسط والأردن

خبراء لــ"صدى الشعب " : فوز ترامب قد يغير ملامح المنطقة

الحمد: قراءات متباينة تؤشر أن الإدارة الأميركية تفكر جديا بحل القضية الفلسطينية

حدادين: ترمب يحاول ايجاد الأفق السياسي الذي يفضي إلى "حل الدولتين"

صدى الشعب - فايز الشاقلدي

تعد الانتخابات الأميركية من الأحداث الكبرى التي تؤثر بشكل عميق على السياسة الدولية، لا سيما على دول منطقة الشرق الأوسط، والأردن، وحيث تشكل عودة الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، حدثا على درجة عالية من الأهمية الإستراتيجية ، ما يتطلب متابعة دقيقة لتوجهاتها وقراءتها بشكل معمق من قبل الصالونات السياسية .


وفي الأثناء توالت ردود فعل الخبراء ، على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة ، الأمر الذي سيمثل عودة سياسية مذهلة بعد أربعة أعوام من مغادرته البيت الأبيض وفقا لبعض الخبراء .
وتسود حالة من الترقب والحذر في الأوساط الرسمية وبين النخب السياسية والفكرية بعد إعادة انتخاب دونالد ترمب ، رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة قبيل انتخابه، والتي تحدث خلالها عن توسيع مساحة إسرائيل .


ويوصف ترمب في الأوساط الأردنية بعراب "صفقة القرن" التي تهدف لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن، بالإضافة لما اتخذه خلال فترته الرئاسية الماضية، من إجراءات لصالح "إسرائيل" وتعزيز وجودها في المنطقة، بعد أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس .


ويرى مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور جواد الحمد، أن تداعيات عودة دونالد ترمب إلى سدة الحكم من جديد عديدة ولا يمكن التنبؤ بها؛ "لأن شخصية ترمب يصعب معرفة سلوكها”.


وأضاف الحمد، أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض سيكون لها تداعيات جوهرية، وفيما يتعلق بموضوع إيران ربما تذهب الإدارة الأميركية باتجاه صفقة مع إيران ، وهناك احتمال أن تتفاقم الأزمة بين الجانبين الأميركي والإيراني، أو أن يعرض ترمب شروط بناء الاتفاق النووي معدلا وفق شروط الإدارة الأميركية على إيران”..
وتابع الحمد : "فيما يتعلق بالأردن، فيوجد قراءات متباينة وجميعها تؤشر إلى أن الإدارة الأميركية تفكر جديا بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، سواء بإضعاف دور الأردن، أو من خلال الضغط على الأردن ليكون ضاغطا على الشعب الفلسطيني لقبول صفقة القرن الجديدة، أو عبر عدم معارضته الاتفاقيات الإبراهيمية ، في الوقت الذي من الممكن أن يلعب فيه الأردن دورا لتخفيف حدة الاندفاع الأميركي في تبني تفكير واتجاهات وسياسيات اليمين الإسرائيلي المتطرف”.


ويرى الحمد ، أن المؤشرات تدل على أن ترمب سيقدم مقاربات جديدة في التفكير تجاه منطقة الشرق الأوسط، وقراءة أخرى تدلل على أن الأعمدة السياسية للإدارة الأميركية ستبقى على نفس على وضعها، "مرجحا "ومن أن يقدم ترمب صفقة قرن بثوب جديد”.


"ترمب لا يؤمن بحقوق الانسان، وهو رجل أعمال يتعامل مع الدولار، وجاء من بيئة رأسمالية مادية مغلقة ليدير السياسة وفقها، فأي صفقة لا تأتيه بمكاسب لا يحتاجها، لذلك سيدير صفقة القرن الجديدة على أساس المكاسب”، وفقا للحمد.


وتوقع الحمد، أن يمنع ترمب نتنياهو عن تطبيق خطة الضم لشمال الغور وجنوب البحر الميت، وسيقبل منه الضم التدريجي بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مع توسيعة للاتفاقيات الإبراهيمية وبهذا الأطار سيطرح صفقة جديدة معدلة عن سابقتها.


وبحسب الحمد، فإن ما قاله ترمب في وقت سابق إن”إسرائيل” صغيرة يعد أمرا خطيرا ويحمل معاني عديدة، فترمب يمكنه تعديل الحدود بين الأردن و”إسرائيل” كليا، وربما يعدل الحدود بين اتفاق أوسلو و”إسرائيل”، أو أن يتراجع عن صفقة القرن السابقة ليضم جزءاً أكبر من الضفة الغربية "لإسرائيل”، أو قد يفكر بفرض السيادة "الاسرائيلية” على الضفة الغربية ويضغط على الأردن لمنح الفلسطينيين الجنسية الأردنية ليصبحوا أردنيين في الضفة الغربية تحت السيادة "الإسرائيلية”.


وبشأن وقف الحرب على غزة ولبنان، قال الحمد ، إنه: "لم يلحظ أي ضغوط أميركية على إسرائيل لإنهاء الحرب ؛ إنما نصائح مجردة، رغم أنها قادرة ـ أي الولايات المتحدة ـ على أن تعطي أمرا مباشرا عبر الهاتف لنتنياهو لوقف الحرب فورا والأخير سيستجيب”.


وبين الحمد ، أن ممارسة الإدارة الأميركية ضغطاً مصحوباً بهديد وقف إمدادات السلاح للاحتلال كفيل بوقف الأخير لحربه على قطاع غزة، لا سيما ان علمية طوفان الأقصى كشفت هشاشة الاحتلال وعدم قدرته على مواصلة الحرب دون طلب الإمدادات من أميركا.


ولفت الحمد إلى أن ترمب في الفترة المقبلة سيكون منشغلا بترتيب الأوراق الداخلية لأميركا، وهذا الترتيب سيشغله عن الشرق الأوسط، مبينا أن حسم الحرب يكون بوقفها مع وجود حل عربي مشترك دولي وهو غير قائم حاليا، أو أن تمنح أمريكا الاحتلال قوة عسكرية إضافية للحسم.


وأشار الحمد إلى أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين كانا يتطلعان لأن يكون شكل الشرق الأوسط الجديد مدمجا اقتصاديا وأمنيا وحجر الزاوية فيه إسرائيل، مؤكدا على ضرورة عودة حكومة الاحتلال اليمينة المتطرفة لإقامة تسوية مع العرب والفلسطينيين تحديدا، ويتبعه وقف الحرب على غزة والذهاب إلى مفاوضات.


وتساءل الحمد في ختام حديثه: لماذا لا يتم تشكيل قوى عربية مسلحة تدخل مع الشاحنات إلى قطاع غزة حتى لو تعرضت للقتل أو التهديد .


بدروه، قال الخبير والمحلل الاستراتيجي في السياسية والإقتصاد المهندس مهند عباس حدادين ، إن فترة الحكم السابقة في الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس جو بايدن ، فيما يتعلق بالشرق الأوسط تركت فراغا سياسيا كبيرا وتم القفز عن القضية الفلسطينية في فترة حكم بايدن،بسبب إنشغاله بحرب أوكرانيا ,مما ولدت أحداث السابع من أكتوبر .


وعن محاولة القفز عن القضية الفلسطينية، كشف حدادين عن محاولة انشاء مشاريع استراتيجية في الشرق الأوسط "طريق التوابل" ومحاولة التقرب والتطبيع المباشر من بعض الدول العربية "اتفاقية ابرهام"، دون مناقشة ملف القضية الفلسطينية او حتى وضعها على الطاولة أثناء حكم بايدن .


وأكد حدادين، أن بايدن خرج من البيت الأبيض دون أن يضع أي حلول للقضية الفلسطينية ودون طرح أي أفق سياسي ، منوها أن هذا الأفق تحول في العام الأخير من توليه للحكم الى أفق دموي بدعمه " لاسرائيل" بالكامل والتي خرقت جميع المعاريف والقوانين الدولية .


وكانت ذلك بؤرة الشرق الأوسط أحد أسباب الضعف الاقتصادي لأميركا مما أثر عليه بشكل مباشر وما تبعه من معاناة الشعب الأميركي من غلاء الأسعار والمعيشة بسبب توجيه الدعم لإسرائيل ولأوكرانيا،مما رفعت مديونية الولايات المتحدة إلى 36 ترليون دولار مع نهاية العام الحالي .


وأوضح حدادين، أن الدعم الأميركي لأوكرانيا في حربها على روسيا كذلك التوترات في شبه الجزيرة التايوانية وكذلك وبحر البلطيق أدت جميعها مع حرب غزة إلى استنزاف الأقتصاد الأميركي ومضيعة وقت لعدم الخوض في الشأن الداخلي الأميركي ومعالجة المشاكل التي يعاني منها الأقتصاد الأميركي والمواطن الأميركي وأهمها التضخم والبطالة .


وفيما يتعلق بفوز دونالد ترمب وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط، أوضح حدادين ، أن ترمب رجل إقتصادي يؤهله إلى تقديم الحلول والإصلاح الإقتصادي منها اعادة انعاش الاقتصاد الأميركي الذي دخل نفقا مظلما من خلال ايقاف جميع التوترات، وأهمها الشرق الأوسط وايقاف الحرب في قطاع غزة ولبنان " كأولوية أولى لدى ترمب" .


وبين، أن ترمب سيقوم بمحاولة ايجاد الأفق السياسي الذي تجمد منذ فترة طويلة والذي سيفضي إلى "حل الدولتين" ، منوها أنه لن يكون هناك مشاريع اقتصادية استراتيجية في المنطقة دون حل جذري للقضية الفلسطينية والتي تنتهي "بحل الدولتين " .


وكشف حدادين ، أن منطقة الشرق الأوسط هي محور الاقتصاد العالمي نتيجة ما يميزها من ثروات طبيعية وموقعها الجيوستراتيجي والجيوسياسي بين القارات وتوفر الايادي العاملة المهرة والمدربة في المنطقة , والذي سيمكن إذا استغل بالشكل الصحيح من خلاله الانعاش الاقتصادي العالمي بشكل عام والإقتصاد الأمريكي بشكل خاص،ففي التركيز على منطقة الشرق الاوسط ستتمكن الولايات المتحدة من منافسة الصين التي تعظم اكتساحها للعالم خلال فترة حكم الرئيس السابق جو بايدن ,من خلال مشروع حزام الطريق الذي بدأ عام 2013 .

وأكد حدادين ، أن ترمب سيلجأ إلى التطبيع مع الدول العربية في الخليج ومن ثم اطلاق المشاريع الاقتصادية في منطقة الخليج والشرق الاوسط لتوازي مشاريع الحزام والطريق في المنطقة .


وذكر حدادين، أن موقع الأردن الاستراتيجي سيكون خط عبور للبضائع من الشرق إلى أوروبا والولايات المتحدة عن طريق انشاء مطارات لوجستية وسكك حديدية ، مؤكدا أن الأردن سيكون مهيئاً لتصدير الغاز الطبيعي لما يمتلكه من إحتياطيات تقدر بــ 10 ترليون قدم مكعب، ليسهم بإمداد الغاز إلى أوروبا ، وكذلك الهيدروجين الأخضر من خلال المشاريع الأستراتيجية التي سينشئها الغرب، إضافة إلى وفرة الأيدي العاملة المتخصصة والرخيصة الأجر .


وختم حدادين حديثه بالقول، إن منطقة الشرق الأوسط ستكون منافسة للصين في مشاريعها وستعيد الثقة لشركاء الولايات المتحدة الأميركية والتي فقدت في عهد حكم الرئيس السابق جو بايدن .